مخاوف الذكاء الاصطناعي لاتزال قائمة، هل ستتغير حياة البشر بحلول عام 2023 ؟
مخاوف الذكاء الاصطناعي لاتزال قائمة، هل ستتغير حياة البشر بحلول عام 2023 ؟
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والاعتماد
عليها في شتى المجالات بدأ الكثير يتساءلون عن مدى تأثير هذا التطور على مستقبل
البشر.
لا أحد حتى الآن قادر على أن يتنبأ بمدى تأثير
تطور وتقدم الذكاء الاصطناعي على حياة البشر بوضوح، ولكن هناك وجهتا نظر حول
الموضوع: تقول الأولى إن تطور وتقدم الذكاء الاصطناعي سيجعل حياة البشر أفضل حالا
خلال العقد القادم خاصة في مجال الرعاية الصحية وربما في التعليم.
وهناك وجهة نظر ثانية تقول: إنه سيكون هناك الكثير
من التأثيرات السلبية المحتملة لتطور الذكاء الاصطناعي على الطبيعة البشرية ومعدل
الإنتاجية وسيسبب ذلك تهديدًا للبشر، ووجهة النظر هذه يتبناها إيلون ماسك -الرئيس
التنفيذي والمؤسس لشركة تيسلا Tesla
للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس SpaceX
للفضاء- الذي قال: “إن التنافس على تطوير الذكاء الاصطناعي سيكون على الأرجح هو
السبب في الحرب العالمية الثالثة، كما أن الذكاء الاصطناعي هو أكبر المخاطر التي
تواجهها الحضارة البشرية، وفيما بعد قد تُجبر الحكومات الشركات على تطوير تقنيات
الذكاء الاصطناعي، كما اعتبر الذكاء الاصطناعي أكثر خطورة بكثير من الأسلحة
النووية”.
كما حذر العالم الراحل ستيفن هوكينج Stephen
Hawking من أن الذكاءالاصطناعي يمكن أن يكون أسوأ حدث في تاريخ حضارتنا ما لم تكن البشرية مستعدة
لمخاطره المحتملة.
لإلقاء الضوء على التأثيرات المحتملة لتطور
الذكاء الاصطناعي على رفاهية الأفراد خلال العقد المقبل وتقييم التدخلات التي قد
تنشأ للمساعدة في حل التحديات، أجرت مؤسسة بيو للأبحاث Pew
Research، ومركز Imagining the Internet التابع لجامعة إيلون دراسة جديدة عن طريق مناقشة وتحليل أراء ما يقرب
من 979 خبيرًا، وقد ضمت هذه المجموعة خبراء في مجال التكنولوجيا بارزين ومطورين
وعلماء ورواد أعمال وسياسين.
كان
السؤال هو: بحلول عام 2030، هل تعتقد أنه من المرجح أن يؤدي تطوير الذكاء
الاصطناعي والأنظمة التقنية ذات الصلة إلى تعزيز القدرات البشرية وتمكينها؟
تنبأ حوالي 63% من
هؤلاء الخبراء أن الحياة البشرية في الغالب ستكون في وضع أفضل بحلول عام 2030، حيث
قالوا: “إن الأنظمة الذكية في المجتمعات، ووسائل النقل، والمباني، والمرافق،
والمزارع وفي العمليات التجارية ستوفر الوقت والمال والأرواح، كما ستوفر الكثير من
الفرص للأفراد للاستمتاع بمستقبل أكثر تخصيصًا”.
ركز الكثيرون منهم
ملاحظاتهم المتفائلة حول مجال الرعاية الصحية والتطبيقات العديدة الممكنة لأنظمة
الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج المرضى ومساعدة كبار السن على عيش حياة أفضل
وأكثر صحة.
في حين توقع حوالي 37%
منهم عكس ذلك تمامًا، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من هؤلاء الخبراء بغض النظر عما
كانوا متفائلين أم لا، أعربوا عن مخاوفهم بشأن الأثر طويل المدى لتطور الذكاء
الاصطناعي على البشر.
ومن بين تلك المخاوف
سوء استخدام البيانات، وفقدان الوظائف، وفقدان السيطرة عند اتخاذ القرار في
الأنظمة الرقمية حيث يتم التنازل عنه إلى أدوات تُعتبر صندوق أسود black box تَأخذ البيانات وتعطي الإجابات بدون مبررات، وتآكل في قدرتنا على
التفكير، بالإضافة إلى الفوضى التي ستنتج عن الأسلحة المؤتمتة، وجرائم الأمن
الإلكتروني.
وقد علق لي ريني Lee Rainie مدير أبحاث الإنترنت والتكنولوجيا في مركز بيو للأبحاث: “هناك
رسالة متناسقة تمامًا من خلال الإجابات وهي أن بعض الأشياء الجيدة ستظهر، وهناك
بعض المشاكل والتحديات التي يجب أن تقلق بشأنها”. وأضافت جانا أندرسون Janna Anderson مديرة مركز Imagining the Internet في جامعة إيلون أن بعض الخبراء اعتقدوا أننا سنكون في حال أفضل
بحلول عام 2030، لكنني لست متأكدة تمامًا من ذلك
بعض
وجهات نظر الخبراء حول تأثير تطور الذكاء الاصطناعي على البشر:
قال أندريه ماكلولين Andre McLaughlin الأستاذ في جامعة ييل Yale – والذي كان يشغل منصب
نائب رئيس قسم التكنولوجيا في إدارة أوباما: “إن إحساسي هو أن الابتكارات مثل
الإنترنت وشبكات الذكاء الاصطناعي لها فوائد كبيرة على المدى القصير، إلى جانب
السلبيات طويلة المدى التي يمكن أن تستغرق عقودًا حتى يمكن التعرف عليها. سوف تقود
أنظمة الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من تحسينات الكفاءة، ولكنها ستجلب معها أيضًا
التمييز التعسفي للأفراد في مجالات مثل التأمين والبحث عن وظائف وتقييم الأداء “.
قالت ويندي م. جروسمان Wendy M. Grossman الصحفية في مجال التقنية: “أعتقد أن التعاون
بين الإنسان والآلة سوف يكون ناجحًا في العديد من المجالات، لكننا سنواجه بعض
المشاكل مثلما هو الحال الآن على فيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي،
وأسئلة جدية حول الملكية ومن يستفيد منها. يبدو من المحتمل أن حدود ما يمكن للآلات
عمله ستكون أكثر وضوحًا مما هي عليه الآن، كما أن المشاكل الكامنة في تسليم
السيطرة من البشر إلى الآلات في مجموعة متنوعة من المجالات ستصبح أكثر وضوحًا
أيضًا”.
في حين علق بن
شنيديرمان Ben Shneiderman مؤسس مركز التفاعل البشري للحاسب الآلي في
جامعة ماريلاند: “الأتمتة هي إلى حد كبير قوة إيجابية ستعمل على زيادة الإنتاجية
وخفض التكاليف ورفع مستويات المعيشة، كما سَتوسع الطلب على الخدمات وبالتالي زيادة
معدلات التوظيف، وهو ما حدث حاليًا في كبرى الشركات مثل أمازون Amazon وفيدكس FedEx، لذلك فإن موقفي مخالف
لمن يعتقدون أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى انتشار البطالة”.
وقالت ويندي هول Wendy Hall أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة ساوثامبتون والمديرة التنفيذية
لمعهد علوم الويب: “إنه بحلول عام 2030 سوف نتعلم بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي
بطريقة مسؤولة، وسنتعلم كيفية تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوت
بطريقة مفيدة للبشرية. قد لا نحصل على جميع الإجابات بحلول عام 2030 ، ولكننا
نحتاج إلى أن نكون على الطريق الصحيح بحلول ذلك الوقت”.
كما قال روبرت إيبستين Robert Epstein، كبير أخصائيي علم النفس في المعهد الأمريكي للبحوث السلوكية
والتكنولوجيا: “بحلول عام 2030 من المحتمل أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قد
اكتسبت نوعًا من المشاعر حتى لو لم تكن شبيهة بالإنسان، كما ستكون قادرة على
ممارسة درجات متفاوتة من السيطرة على معظم الاتصالات البشرية والمعاملات المالية
وأنظمة النقل وشبكات الكهرباء وأنظمة الدفاع والتسليح ولن يكون لدينا أي طريقة
لإزالتها”.
وأضاف قائلًا: “إن
الكيفية التي يقررون بها التعامل مع الإنسانية – لمساعدتنا أو تجاهلنا أو تدميرنا
– سوف تعود إليهم بالكامل، وليس هناك من سبيل للتنبؤ في الوقت الحالي بالسبل التي
سيختارونها، ولأنه من شبه المؤكد أن يحاول عدد قليل من البشر المصابين بجنون
العظمة تدمير الذكاء الاصطناعي الجديد، هناك على الأقل احتمالية معقولة بأن ذلك
سيعمل على تدميرنا وهو احتمال حذر منه ستيفن هوكينج وإيلون موسك وآخرون”.
وقال رامون لوبيز دي
مانتاراس Ramon Lopez de Mantaras مدير معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع
للمجلس الوطني للبحوث الإسبانية: “لا أعتقد أنه من المستحسن إعطاء مستويات عالية
من الاستقلالية لنظم الذكاء الاصطناعي، لأنهم سيكونون أنظمة ضعيفة بدون معرفة
منطقية، وسيكون لديهم مستوى عالي من الكفاءة، ولكن هذه الكفاءة ستكون دون فهم. يجب
أن تظل أنظمة الذكاء الاصطناعي على مستوى الأدوات أو على الأكثر مجرد مساعدين مع
حفظ وجود الإنسان وتأثيره في المعادلة، يجب علينا جميعا قراءة أو إعادة قراءة كتاب
“Computer Power and Human Reason” للكاتب جوزيف وايزنباوم قبل أن نقرر ما إذا
كان ينبغي منح الكثير من الاستقلالية للآلات الغبية أم لا”.
ليست هناك تعليقات